Showing posts with label سينما. Show all posts
Showing posts with label سينما. Show all posts

وداعا شادية ..

 رحيل صوت الحب والشباب شادية
رحلت عن عالمنا الفنانة شادية بعد رحلة دامت 40 عاما في طريق الفن غنت فيها للحب والحرية والسلام، كما تألقت في أدوارها كممثلة على الشاشة وعلى المسرح تاركة ذكرى جميلة في وجداننا ستستمر في التألق .. 
وداعا أيقونة الحب والشباب والزمن الجميل .. 
ان راح منك يا عين 
غناء شادية 
كلمات فتحي قورة - ألحان منير مراد

قصائد عبد الوهاب - سجى الليل

سجى الليل
فيلم يوم سعيد 1940
شعر أحمد شوقي
ألحان وغناء محمد عبد الوهاب - مقام نكريز
جاءت قصيدة "سجى الليل" من كلمات أحمد شوقي في نفس الفيلم الذي أتى بقصيدة الصبا والجمال من شعر بشارة الخوري، وكما ذكرنا في مناسبة سابقة يبدو أن غناء الشعر والقصائد الراقية قد انتشر بنجاح فى ذلك الوقت، حتى أنها دخلت في صناعة الأفلام السينمائية.
توالت القصيدتان مباشرة خلال العرض السينمائي، لكن "سجى الليل" ينظر إليها على أنها قصيدة مستقلة لأنها تغنى من طرف واحد بعد انتهاء حوار "مجنون ليلى" كما أنها اختلفت في المقام 
ينطلق عبد الوهاب، وقد انتهى الحوار، إلى الغناء بمفرده وهنا تأتي فرصة أكبر للطرب والعاطفة والشجن فينسج من مقام النكريز الشجي لحنا يعبر عن الوحدة وخواطر النفس ما بين التأمل والحيرة والشكوى والمعاناة. ومقام النكريز هنا يخدم الحالة التي يعبر عنها اللحن، ليس فقط لمناسبته وإنما لمجرد اختلافه عن جميع المقامات في القصيدة السابقة، وهو يوحي مباشرة بانتهاء الحوار وبداية موقف جديد.
الإيقاع هنا جديد من ابتكار عبد الوهاب، وسيستخدم فكرته في ألحان لاحقة، فهو رباعي الزمن لكنه طويل نسبيا وتستغرق تفاعيله مازورة كاملة، تظهره الوتريات في الخلفية بجملة مميزة تتكرر مصاحبة لعزف آلة الأبوا المنفردة وللغناء، وهذا جديد أيضا. تضيف الأبوا شحنة عاطفية رقيقة تمهيدا للغناء وبين المقاطع الغنائية، ويستمر الغناء الموقع حتى "وما غير أبياتي دليل ولا ركب" ". يلاحظ في الشطرة الثانية من البيت الأول أداء كلمة "الليل" بنطقها الدارج دون تشكيل مجاراة للغناء المعتاد بكلمة يا ليل في الأغاني التقليدية.
يتوقف الإيقاع مع "باتت خيامي" ويتغير الأداء للغناء الحر على نفس المقام، ثم يتغير المقام من النكريز إلى الراست عند "إذا طاف قلبي" على إيقاع أقصر لشطرة واحدة يعود بعدها للغناء الحر إلى آخر القصيدة لكن اللحن يعود إلى المقدمة الموسيقية القصيرة التي بدأ بها مستعيدا نفس جو البداية.
هكذا ينقسم اللحن إلى أجزاء قصيرة تتنوع ما بين الغناء على إيقاع والغناء الحر، لكنه يسير على مقامين فقط من البداية للنهاية ويحتفظ بخيط درامي يربط الجميع بالعودة إلى المقدمة بعد نهاية الغناء. عرض وتحرير د.أسامة عفيفي، قصائد عبد الوهاب، سجى الليل. 


سجى الليل حتى هاج لي والهوى    وما البيد إلا الليل والشعر والحب
ملأت سماء البيد عشقا وأرضها     وحملت وحدي ذلك العشق يا رب
ألمّ على أبيات ليلى بيَ الهوى            وما غيرَ أبياتي دليل ولا ركب
وباتت خيامي خطوةً من خيامها        فلم يشفني منها جوار ولا قرب
إذا طاف قلبي حولها جن شوقه         كذلك يطفي الغلة المنهل العذب
يحن إذا شطت ويصبو إذا دنت        فيا ويح قلبي كم يحن وكم يصبو

قصائد عبد الوهاب - مجنون ليلى

تعد "مجنون ليلى" واحدة من أهم علامات التحول في موسيقى وألحان عبد الوهاب وقد خط بها عام 1940 عنوانا لما سيأتي بعدها من ألحان حيث تميز العقد الأربعيني من مراحل فن عبد الوهاب بسمات أكثر من التجديد والتطوير.
وليته أكثر من هذا النموذج فهو نموذج غني بالتعبير ويخرج بالموسيقى والألحان عن دائرة الطرب التقليدية التي وصلت إلى مرحلة التشبع تقريبا
وتقدم مجنون ليلى أيضا نموذجا راقيا من الغناء لكونها تستخدم شعر الفصحى وهي استمرار لاهتمام عبد الوهاب كملحن بالقصائد، بل إن ذلك الاهتمام قد زاد بعد ذلك إلى مرحلة "القصائد الكبرى" بداية من الأربعينات 



لابد أن نتوقف هنا لنتأمل ما الذي قدمه عبد الوهاب في "مجنون ليلى". فقد قدم لحنا غريب التكوين بكل المقاييس، خاصة بما قدمه قبله .
أولا : تلحين الحوار
كتب شوقي قصيدته هذه على هيئة حوار بين أربعة أشخاص يرتكز على موقفين:
الموقف الأول موقف درامي يجمع جميع الأشخاص في حدث محدد له مكان وزمان وأفعال وردود أفعال
الموقف الثاني موقف وجداني بين قيس وليلى يتبادلان مشاعرهما، وهو موقف رومانسي تاريخي بل أسطورة أفلتت من قيود الزمان والمكان
عند سماع اللحن نلاحظ إدراك الملحن التام أن النص له وجهان، بالتالي صاغ لكل وجه خطا لحنيا مميزا بحيث إذا سار الحوار في الخط الدرامي أعطاه ما يصوره، وإذا انتقل إلى الحب والغزل مهد له وتعمق فيه بلحن مناسب للحالة الوجدانية

ثانيا : استخدام الموسيقى كأداة تعبير
هناك مقدمات وفواصل موسيقية بين مقاطع القصيدة وضعت للتمهيد للموقف التالي أو التعبير عنه، وهنا وظف عبد الوهاب الموسيقى تماما لخدمة التعبير وهي مقاطع أقرب إلى الموسيقى التصويرية منها إلى الغناء والطرب
.
ثالثا : الأسلوب والتكنيك الموسيقي
استخدم عبد الوهاب فرقة الأوركسترا وليس التخت، وظهر في المقاطع الموسيقية التوزيع الهارموني والآلات الأوركسترالية خاصة الأبوا التي منحت الموسيقى قدرا كبيرا من العاطفة
.
رابعا : اللحن
المقدمة
أوركسترا كامل
مقام كورد حسيني – مقام شاهناز
الغناء
يبدأ الغناء بكلمة نداء واحدة هي "ليلى" على نفس المقام
يتجرد الغناء تدريجيا من الميلودي على لسان أبي ليلى في "من الهاتف الداعي .. ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا .. "
فاصل موسيقي نهاوند مصور (ري مينير)
غناء نهاوند (حوار)
فاصل موسيقي ري ماجير (تانجو)
غناء ري ماجير (عبد الوهاب) حتى "ما أكثر أسباب وعلاتي"
فاصل موسيقي بياتي تقليدي
غناء بياتي تقليدي (حوار)
غناء حجاز (ليلى) حتى "فوق ما يحمل البشر"
عودة إلى البياتي ثم إلى النهاوند (حوار غنائي)
فاصل موسيقي نهاوند واستكمال الحوار الغنائي على النهاوند مع عودة إلى التانجو
جملة اعتراضية لا ماجير على لسان أبي ليلى
فاصل موسيقي من مقام النكريز مع آلة الأبوا تمهيدا للغناء الفردي في القصيدة التالية للحوار وهي "سجى الليل"
.
يلاحظ أن معظم المقامات المستخدمة ترتكز على نفس الدرجة "ري" أو الدوكاه، وهي نهاوند (ري مينير)، شاهناز، ري ماجير، بياتي، نكريز (مصور على الدوكاه). وعلى درجات أخرى ارتكز مقامان فقط هما كورد الحسيني (في المقدمة)، وهو مشتق من ري مينير، ومقام لا ماجير الذي استخدم في تصوير الجملة الاعتراضية. .
الجديد
1. تلحين الدراما والحوار : ما أطلق عليه "أوبريت مجنون ليلى"
يجب أن نلاحظ هنا ان هناك فرقا بين الديالوج والحوار. في الديالوج جرت العادة على تساوي الشطرات في البحر والوزن ، كل طرف يؤدي دوره داخل هذا الإطار. في الحوار يمكن أن يكون هناك تباينا كبيرا في طول الشطرات وبحورها وأوزانها حيث يمثل كل مقطع موقفا دراميا بالدرجة الأولى وليس شعرا غنائيا خالصا
2. استخدام الموسيقى التعبيرية كأداة موازية للتعبير بالغناء
3. استخدام الأوركسترا والتوزيع الموسيقي

بقي أن نشير إلى أن العمل الموسيقي كان لفرقة موسيقى الإذاعة بقيادة عزيز صادق. ويكفي الاستماع إلى الموسيقى لنعلم كيف كان مستوى هذه الفرقة وما كانت تضمه من آلات ومقدرتها على أداء الأعمال الهارمونية بدقة شديدة. استمرت هذه الخصائص خلال الخمسينات بقيادة موسيقيين كبار مثل علي فراج وإبراهيم حجاج ومحمد حسن الشجاعي. ولعلنا نذكر كيف بدأ عبد الحليم حافظ حياته الفنية كعازف أوبوا في هذه الفرقة تحت قيادة علي فراج قبل أن يقدم نفسه مطربا. احتفظت الفرقة بهذا المستوى إلى أن تولى أحمد فؤاد حسن قيادتها في الستينات فاختفت العناصر الأوركسترالية والهارمونية، وكثرت فيها المضارب والدفوف وطبعت بطابع التخت التقليدي رغم كثرة عازفيها وارتفاع مستواهم. تحليل وتحرير د.أسامة عفيفي، قصائد عبد الوهاب، مجنون ليلى.
.
مجنون ليلى - شعر أحمد شوقي
ألحان محمد عبد الوهاب

قيس: ليلى!
المهدي: ( خارجا من الخباء)
من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى
ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا
قيس: (خجلا)
ما كنت يا عم فيهم
المهدي: (دهشا)
أين كنت إذن؟
قيس:
في الدار حتى خلت من نارنا الدار
ما كان من حطب جزل بساحتها
أودى الرياح به والضيف والجار
المهدي: (مناديا)
ليلى، انتظر قيس، ليلى
ليلى: (من أقصى الخباء)
ما وراء أبي؟
المهدي:
هذا ابن عمك ما في بيتهم نار
(تظهر ليلى على باب الخباء)
ليلى:
قيس ابن عمي عندنا يا مرحبا يا مرحبا
قيس:
متعت ليلى بالحياة وبلغت الأربا
ليلى: (تنادي جاريتها بينما يختفي أبوها في الخباء)
.. عفراء ..
عفراء: (ملبية نداء مولاتها) مولاتي
ليلى:
تعالي نقض حقا وجبا
خذي وعاء واملئيه لابن عمي حطبا
(تخرج عفراء وتتبعها ليلى)
قيس:
بالروح ليلى قضت لي حاجة عرضت
ما ضرها لو قضت للقلب حاجات
كم جئت ليلى بأسباب ملفقة
ما كان أكثر أسبابي وعلاتي
(تدخل ليلى)
ليلى: قيس
قيس: ليلى بجانبي كل شيء إذن حضر
ليلى: جمعتنا فأحسنت ساعة تفضل العمر
قيس: أتجدّين؟
ليلى: مافؤادي حديد ولا حجر
لك قلب فسله يا قيس ينبئك بالخبر
قد تحملت في الهوى فوق ما يحمل البشر
قيس: لست ليلاى داريا كيف أشكو وأنفجر؟
أشرح الشوق كله أم من الشوق أختصر؟
ليلى: نبني قيس ما الذي لك في البيد من وطر؟
لك فيها قصائد جاوزتها إلى الحضر
أترى قد سلوتنا وعشقت المها الأخر؟
قيس: غرت ليلى من المها والمها منك لم تغر
لست كالغيد لا ولا قمر البيد كالقمر
ليلى: (رأت النار تكاد تصل الى كم قيس)
ويح عيني ما أرى
قيس: ليلى
ليلى:
خذ الحذر!
قيس: (غير آبه الا لما كان فيه من نجوى)
رب فجر سألته هل تنفست في السحر
ورياح حسبتها جررت ذيلك العطر
وغزال جفونه سرقت عينك الحور
ويح قيس تحرقت راحتاه وما شعر
المهدى: قيس .. امض قيس امض .. جئت تطلب نارا
أم تري جئت تشعل البيت نارا

قصائد عبد الوهاب - عندما يأتي المساء

عندما يأتي المساء
كلمات: محمود أبو الوفا
ألحان وغناء محمد عبد الوهاب - مقام راست
فيلم يحيا الحب 1938
اشتهرت "عندما يأتي المساء" بلحنها السريع الخفيف على إيقاع راقص في منتهى الطرب، والإيقاع مصدره أمريكا اللاتينية.

بدأ عبد الوهاب لحن "عندما يأتي المساء" بتيمة موسيقية مميزة على إيقاع لاتيني الأصل، جديد على موسيقاه وعلى الموسيقى العربية بشكل عام، وهو نوع من أنواع الرومبا، وعلى مقام شرقي أصيل هو مقام الراست (نوا). أعاد عبد الوهاب نفس التيمة في وسط الأغنية ثم في نهايتها، لكنه في النهاية جعلها مغناة بالكلمات.
لا يمكننا أن نبدأ في متابعة الغناء قبل أن نتأمل خصائص هذه المقدمة الموسيقية الفريدة التي ميزت لحن القصيدة بل تكاد تكون هي اللحن كله

1. الدوران: القابلية للدوران خاصية موسيقية تتمتع بها قليل من الجمل أو الفقرات الموسيقية بصفة عامة، وهي تعني أن الجملة تمتلك القدرة على التكرار الذاتي غير الممل، بل يستمتع السامع بتكرارها ويود ألا يتركها إلى غيرها، وإذا تركها يبتهج لعودتها
2. الاستقلال: خاصية أخرى لابد من توافرها لكي تصبح الجملة قابلة للدوران، ومعنى هذا أنها لا تعتمد على جمل أخرى ولا تحتاج لتمهيد، أو بعبارة أخرى جملة "مقفولة" تستمد حلاوتها من ذاتها
3. التميز: تتفرد هذا المقدمة أو الفقرة بلحن خاص لا يتشابه مع جمل أخرى سابقة أو لاحقة في أي لحن آخر، مما يجعل الموسيقى قابلة للتذكر، ويحصنها في نفس الوقت ضد الاقتباس.

هذه الخصائص قد تجتمع في موسيقات أخرى لأنها خصائص عامة، وهي تختلف عن الملامح الخاصة لموسيقى بعينها مثل المقام أو الإيقاع.
من أمثلة الموسيقى "الدوارة" في الموسيقى الغربية اللحن المميز للسيمفونية التاسعة لبيتهوفن. اجتمعت هذه الخصائص في ذلك اللحن حتى ميز السيمفونية كلها وطبعها بطابعه. وبالمناسبة فإن بيتهوفن قدمه كموسيقى أولا ثم بمصاحبة غناء الكورال قرب نهاية السيمفونية، وهذا ما فعله أيضا عبد الوهاب في "عندما يأتي المساء".
رغم أن الغناء يبدو متحررا من الإيقاع في البيت الأول يستعمل عبد الوهاب جملة لحنية إيقاعية مميزة من المقام الأساسي كخلفية للغناء تستمر حتى نهاية البيت ويستعيدها مرة أخرى في وسط القصيدة.
لم يخرج الملحن كثيرا عن المقام الأصلي، واستخدم بجانبه فرعا أصيلا من فروعه هو راست سوزناك. استخدم عبد الوهاب مقام السوزناك ببراعة كبيرة حيث فاجأنا بالتحول إلى النغمة المميزة للمقام عند لفظ "المساء"، ثانية نغمات جنس الحجاز الشجي أعلى مقام السوزناك، وهو تحول تعبيري في المقام الأول، وقد أدخل هذا التحول لترقيق نغمات الراست التقريرية الواضحة كالشمس، حينما احتاجت الكلمات إلى جو تأملي بعيدا عن صخب المقدمة، ليناسب تأمل مقدم المساء بهدوئه وحلول الظلام ثم ظهور النجوم في السماء تدريجيا وكأنها " تنثر". وقد أعاد الركون إلى نفس النغمة مع الحيرة الواردة مع التساؤل عن نجم بذاته في لفظ "نجمي".

لكنه في المقابل أدخل وصلات موسيقية قصيرة من السلم الملون "الكروماتيك" بين الجمل الغنائية، في تضاد كبير مع السلطنة الشرقية الطاغية والمهيمنة على اللحن كله. هذا الجمع يفعل فعل "الكونتراست" في الفن التشكيلي أو "التضاد"، وهو هنا ليس تضادا شكليا فقط وإنما ينقل السامع إلى واد آخر من الموسيقى غير واضح المعالم، ولا تستطيع أن تنسبه إلى أي مقام شرقي أو عربي، وربما يريد لفت انتباه المستمع إلى أن من يغني، رغم الاستغراق في الحالة الوجدانية، يعاني من قلق بالغ وحيرة قاسية

قبل نهاية اللحن، وبعد الاسترسال في البيت "لم أجد في الأفقِ نجما واحدا يرنو إليَّ" نجده ينهي البيت مستخدما تيمة الأذان .. حتى بدا مع الحديث عن الأفق والنجوم وكأنه يؤذن لا يغني.
في النهاية غنى عبد الوهاب آخر بيت على نفس لحن التيمة الموسيقية السريعة التي بدأ بها، مطوعا بذلك مفردات الشعر العربي الكلاسيكي الفصيح لإيقاع غاية في الحداثة، كما فعل قبل ذلك في "سهرت" و"جفنه علم الغزل"، ومحافظا على الجو الشرقي بحفاظه على المقام الشرقي في الغناء. وفي نفس الوقت وضع نموذجا للغناء على جملة موسيقية موضوعة أصلا كموسيقى خالصة.

وبمناسبة استخدام إيقاع "لاتيني" يجب الإشارة إلى أن من المتعارف عليه عالميا أن استخدام القالب أو الشكل أو الأسلوب لا يدخل تحت بند الاقتباس أو النقل أو التعدي بأي صورة على عمل فني بعينه. على سبيل المثال في الشعر إذا نظم أحد الشعراء قصيدة أو زجلا فإنه قد استخدم الشكل والقالب ولم يتعد ذلك إلى نقل أبيات من شاعر آخر. كذلك إذا ألف أحد الموسيقيين سيمفونية أو كونشرتو أو استعمل إيقاع الفالس أو غيره فإنه لا يكون بذلك قد تعدى على الملكية الفكرية لأي شخص. على العكس فإن تبادل استخدام الأشكال والأساليب بين الثقافات المختلفة هو أحد مظاهر تفاعل الحضارات على مر التاريخ وهو مصدر إثراء للحركة الإنسانية الإبداعية بشكل عام.
كما يلزم الإشارة إلى أحد الموسيقيين الفرنسيين ادعى ملكية هذا اللحن، لكن الحقيقة أنه لا أحد في فرنسا ولا في أمريكا اللاتينية يستعمل مقام الراست، أو حتى يستطيع استعماله، فهو لا يوجد على الإطلاق في الموسيقى الغربية.

من هذا الكم مما تابعناه حتى الآن من قصائد عبد الوهاب التي بدأها عام 1926، ولما يدخل عبد الوهاب بعد في قصائده الكبرى، ولا أم كلثوم، يبدو أن غناء الشعر والقصائد الراقية انتشر بنجاح فى ذلك الوقت، حتى أنها دخلت في صناعة الأفلام السينمائية.

عندما يأتي المساء، ونجوم الليل تُنْثر
اسألوا لّليل عن نجمي، متى نجميَ يظهر
عندما تبدو النجوم في السما، مثلَ اللآلئ
إسألوا هل من حبيبٍ، عنده علمٌ بحالي
كلُّ نجمٍ، راح في الليل بنجم يتنور
غيرَ قلبي، فهو ما زال، على الأفقِ محيَر
يا حبيبي، لك روحي، لك ما شئت وأكثر
إنَّ روحي، خير افق فيه أنوارك تظهر
كلَّما وجَّهتُ عيني نحو لمَّاح المحيَّا
لم أجد في الأفقِ نجماً واحداً يرنو إليَّ
هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ
فأغني وحبيبي، والمنى بين يديَّ